بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبۡهُ عَذَابًا أَلِيمٗا} (17)

فلما نزلت هذه الآية ، قال أهل الزمانة والضعفاء : فكيف بنا إذا دعينا إلى قتالتهم ، ولا نستطيع الخروج ، فيعذبنا الله ؟ فنزل قوله : { لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ } وهذا قول الكلبي . وقال مقاتل : نزل العذر في الذين تخلفوا عن الحديبية . { لَّيْسَ عَلَى الأعمى حَرَجٌ } يعني : ليس عليهم إثم في التخلف { وَلاَ عَلَى الأعرج حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المريض حَرَجٌ } يعني : إثم .

{ وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ } في الغزو ويقال : ومن يطع الله ورسوله في الغزو ، في السر ، والعلانية { يُدْخِلْهُ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } وقد ذكرناه .

{ وَمَن يَتَوَلَّ } يعني : يعرض عن ذلك . يعني : عن طاعة الله ، ورسوله ، بالتخلف { يُعَذّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } يعني : شديداً دائماً . قرأ نافع : وابن عامر { نُدْخِلْهُ وَنُعَذِّبْهُ } كلاهما بالنون . والباقون : كلاهما بالياء . وكلاهما يرجع إلى معنى واحد .