غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبۡهُ عَذَابًا أَلِيمٗا} (17)

1

قال ابن عباس : إن أهل الزمانة قالوا : يا رسول الله كيف بنا ؟ فأنزل الله تعالى { ليس على الأعمى حرج } أي إثم في التخلف لأنه كالطائر الذي قص جناحه لا يمتنع على من قصده . وقدم الأعمى لأن عذره مستمر ولو حضر القتال ، والأعرج قد يمكنه الركوب والرمي وغير ذلك . نعم يتعسر عليه الحرب ماشياً وكذا جودة الكر والفر راكباً . وقد يقاس الأقطع على الأعرج ، ويمكن أن لا يكون الأقطع معذوراً لأنه نادر الوجود . والأعذار المانعة من الجهاد أكثر من هذا وقد ضبطها الفقهاء بأن المانع إما عجز حسي أو عجز حكمي . فمن الأول الصغر والجنون والأنوثة والمرض المانع من الركوب للقتال لا كالصداع ووجع السن ، ومنه العرج البين وإن قدر على الركوب لأن الدابة قد تهلك . وعند أبي حنيفة لا أثر للعرج في رجل واحدة ، ومنه فقد البصر ولا يلحق به العور والعشي ، ومنه عدم وجدان السلاح وآلات القتال . ومن الثاني الرق والدين الحالّ بلا إذن رب الدين ومن أحد أبويه في الحياة ليس له الجهاد لا بإذنه إلا إذا كان كافراً . والباقي واضح .

/خ29