قوله تعالى : { أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً } يجمع له بينهما فيولد له الذكور والإناث ، { ويجعل من يشاء عقيماً } فلا يلد ولا يولد له . قيل : هذا في الأنبياء عليهم السلام { يهب لمن يشاء إناثاً } يعني : لوطاً لم يولد له ذكر ، إنما ولد له ابنتان ، { ويهب لمن يشاء الذكور } يعني : إبراهيم عليه السلام لم يولد له أنثى ، { أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً } يعني : يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ولد له بنون وبنات ، { ويجعل من يشاء عقيماً } يحيى وعيسى عليهما السلام لم يولد لهما ، وهذا على وجه التمثيل ، والآية عامة في حق كافة الناس . { إنه عليم قدير } .
{ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا } { يُزَوِّجُهُمْ } من التزويج وهو الجمع بين البنين والبنات فيعطي من يشاء من عباده ، الزوجين الذكر والأنثى ومثال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أعطي من البنين ثلاثة وهم القاسم وعبد الله وهو المسمى بالطيب والطاهر . ثم إبراهيم وأعطي من البنات أربعا وهن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة .
قوله : { وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا } والعقيم الذي لا ولد له{[4119]} أي يخلق الله من الناس صنفا لا يولد له البتة . ومثال ذلك نبي الله يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام وغيره من عباد الله كثيرون ذوو عقم لا يولد لهم .
فالناس بذلك أصناف أربعة : منهم من يرزق البنات ، ومنهم من يرزق البنين ، ومنهم من يرزق الصنفين الذكور والإناث ، ومنهم من يمنعه الله هذا وهذا فيجعله عقيما لا نسل له ولا ولد .
قوله : { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } الله ذو علم بما يخلق ، وقدرته بالغة على صنع ما يشاء فهو لا يعجزه شيء ولا يعز عليه أن يفعل كل شيء{[4120]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.