فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (50)

{ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا } أي يقرن بين الإناث والذكور ، ويجعلهم أزواجا فيهبهما جميعا لبعض خلقه يريد محمدا صلى الله عليه وسلم فإنه كان له من البنين ثلاثة على الصحيح ، القاسم وعبد الله وإبراهيم ، ومن البنات أربع زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ، قاله ابن عباس قال مجاهد . هو أن تلد المرأة غلاما ثم تلد جارية ، ثم تلد غلاما ، ثم تلد جارية . وقال محمد بن الحنفية : هو أن تلد توأما غلاما وجارية ، وقال القتيبي التزويج هنا هو الجمع بين البنين والبنات ، تقول العرب : زوجت إبلي إذا جمعت بين الصغار والكبار ، ومعنى الآية أوضح من أن يختلف في مثله ، فإنه سبحانه أخبر أنه يهب لبعض خلقه إناثا ويهب لبعض خلقه ذكورا ويجمع لبعض بين الذكور والإناث .

{ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا } لا يولد له ذكر ولا أنثى ، والعقيم الذي لا يولد له يريد يحيى وعيسى ، قاله ابن عباس ، وقال أكثر المفسرين : هذا على وجه التمثيل ، وإنما الحكم عام في كل الناس ، لأن المقصود بيان نفاذ قدرة الله تعالى في تكوين الأشياء كيف يشاء ، فلا معنى للتخصيص ، يقال رجل عقيم ، وامرأة عقيم ، وعقمت المرأة تعقم عقما ، وأصله القطع ، ويقال : نساء عقمّ وعقماء { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } أي بليغ العلم عظيم القدرة .