فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (50)

{ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإناثا } أي : يقرن بين الإناث ، والذكور ، ويجعلهم أزواجاً فيهبهما جميعاً لبعض خلقه . قال مجاهد : هو أن تلد المرأة غلاماً ، ثم تلد جارية ، ثم تلد غلاماً ، ثم تلد جارية . وقال محمد ابن الحنفية : هو أن تلد توأماً غلاماً وجارية . وقال القتيبي : التزويج هنا هو الجمع بين البنين والبنات تقول العرب : زوّجت إبلي : إذا جمعت بين الصغار والكبار ، ومعنى الآية أوضح من أن يختلف في مثله ، فإنه سبحانه أخبر أنه يهب لبعض خلقه إناثاً ، ويهب لبعض ذكوراً ، ويجمع لبعض بين الذكور والإناث { وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيماً } لا يولد له ذكر ولا أنثى ، والعقيم الذي لا يولد له ، يقال : رجل عقيم ، وامرأة عقيم ، وعقمت المرأة تعقم عقماً ، وأصله القطع ، ويقال : نساء عقم ، ومنه قول الشاعر :

عقم النساء فما يلدن شبيهه *** إن النساء بمثله عقم

{ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } أي بليغ العلم عظيم القدرة .

/خ53