الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (50)

{ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً } يجمع بينهما فيولد له الذُّكور والإِناث . تقول العرب : زوّجت وزوجت الصغار بالكبار . أي قرنت بعضها ببعض .

أخبرنا بن فنجويه ، حدثنا طلحة وعبيد ، قالا : حدثنا ابن مجاهد ، حدثنا الحسين بن علي ابن العباس ، حدثنا سهل بن عثمان ، حدثنا عبيد الله ، عن إسماعيل بن سلمان ، عن أبي عمر ، عن ابن الحنفية في قوله تعالى : { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً } .

قال : التوائم .

{ وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } فلا يلد ولا يُولد له .

أخبرنا الحسين بن محمد بن الحسين ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا الحسن بن علوية ، حدثنا إسماعيل بن عيسى ، حدثنا إسحاق بن بشر ، في قول الله تعالى : { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } قال : نزلت في الأنبياء ( عليهم السلام ) ثمّ عمّت ، { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً } يعني لوطاً ( عليه السلام ) لم يولد له ذّكر إنّما ولد له ابنتان . { وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ } ويعنى إبراهيم ( عليه السلام ) لم يولد له أنثى { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً } يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولد له بنون وبنات { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } يعني يحيى وعيسى ( عليهم السلام ) .

{ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } .

أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد بن محمد المخلدي إملاء ، أخبرنا أبو نعيم عبد الملك ابن محمد بن عدي ، حدثنا عمار بن رجاء وعلي بن سهل بن المغيرة ، قالا : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا ابن فنجويه ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا ابن وهب ، حدثنا إبراهيم بن سعيد ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا أبو حمزة السّكري المروزي ، عن إبراهيم الصائغ عن حماد بن أبي سليمان ، عن إبراهيم النخعي ، عن الأسود ، عن عائشة " رضي الله عنها " . قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ أولادكم هبة [ الله ] لكم { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ } [ فهم ] وأموالهم لكم إذا إحتجتم إليها " .

قال علي بن الحسن : سألني يحيى بن معين عن هذا الحديث .