الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (50)

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن محمد بن الحنفية : { أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً } قال : التوأم .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ويجعل من يشاء عقيماً } قال : الذي لا يولد له ولد .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس { ويجعل من يشاء عقيماً } قال : لا يلقح .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، عن عبد الله بن الحرث بن عمير ، أن أبا بكر رضي الله عنه أصاب وليدة له سوداء فعزلها ثم باعها ، فانطلق بها سيدها ، حتى إذا كان في بعض الطريق أرادها ، فامتنعت منه ، فإذا هو براعي غنم فدعاه ، فراطنها ، فاخبرها أنه سيدها ، قالت : إني قد حملت من سيدي الذي كان قبل هذا ، وأنا في ديني أن لا يصيبني رجل في حمل من آخر ، فكتب سيدها إلى أبي بكر أو عمر ، فأخبره الخبر ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم بمكة ، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من الغد ، وكان مجلسهم الحجر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " جاءني جبريل في مجلسي هذا ، عن الله : إن أحدكم ليس بالخيار على الله إذا شجع المشجع ، ولكنه { يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور } فاعترف بولدك ، فكتب بذلك فيها " .

وأخرج عبد الرزاق عن غيلان عن أنس رضي الله عنه قال : ابتاع أبو بكر رضي الله عنه جارية أعجمية من رجل ؛ قد كان أصابها ، فحملت له ، فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يطأها ، فأبت عليه وأخبرت أنها حامل ، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها حفظت فحفظ الله لها أن أحدكم إذا شجع ذلك المشجع ، فليس بالخيار على الله ، فردها إلى صاحبها الذي باعها " .