الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (50)

{ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ } أي : ينوعهم ذكراناً وإناثاً ، وقال محمد بن الحَنَفِيَّةِ : يريد بقوله تعالى : { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ } التَّوْءَمَ ، أي : يجعل في بطن زوجاً من الذُّرِّيَّة ذكراً وأنثى ، والعقيم : الذي لا يُولَدُ له ، وهذا كله مُدَبَّرٌ بالعلم والقدرة وبدأ في هذه الآية بذكر الإناث ؛ تأنيساً بِهِنَّ ( ليتهمم ) بصونهنَّ والإحسانِ إليهنَّ ، وقال النبيُّ عليه السلام : " مَنِ ابتلي مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ ، فَأَحْسَنَ إلَيْهِنَّ ، كُنَّ لَهُ حِجَاباً مِنَ النَّارِ " ، وقال واثلةُ بْنُ الأَسْقَعِ : مِنْ يُمْنِ المَرْأَةِ تبكيرُها بالأنثى قبل الذكر ؛ لأنَّ اللَّه تعالى بدأ بِذِكْرِ الإناث ؛ حكاه عنه الثعلبيُّ قال : وقال إسحاق بن بِشْرٍ : نزلَتْ هذه الآيةُ في الأَنبياء ، ثم عَمَّتْ ف { يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثاً } يعني : لوطاً عليه السلام ، و{ وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ } يعني : إبراهيم عليه السلام ، { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإناثا } يعني : نِبِيَّنَا محمَّداً عليه السلام ، { وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً } يعني : يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّاء عليهما السلام .