محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوۡ يُزَوِّجُهُمۡ ذُكۡرَانٗا وَإِنَٰثٗاۖ وَيَجۡعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيمًاۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٞ قَدِيرٞ} (50)

{ لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير } أي إنه تعالى يجعل أحوال العباد في الأولاد مختلفة على مقتضى المشيئة . وتقديم الإناث ، إما لأنها أكثر لتكثير النسل ، أو لتطييب قلوب آبائهن ، تنبيها بأنهن سبب لتكثير مخلوقاته ، فلا يجوز الحزن من ولادتهن وكراهتهن ، كما يشاهد من بعض الجهلة . وقال الثعالبيّ : إنه إشارة إلى ما في تقدم ولادتهن من اليمن " ومن يمن المرأة تبكيرها بأنثى " .

قال الشهاب : والضمير في { يزوجهم } للأولاد ، وما بعده حال منه ، أو مفعول ثان إن ضمّن معنى التصيير . يعني يجعل أولاد من يشاء ذكورا وإناثا مزدوجين . كما يفرد بعضهم بالذكور وبعضهم بالإناث . ويجعل بعضهم لا أولاد له أصلا .