في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

فذلك أخذ الآخرة وهذا أخذ الدنيا ؛ فكيف تنجون بأنفسكم وتقوها هذا الهول الرعيب ?

( فكيف تتقون - إن كفرتم - يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به ? ) . .

وإن صورة الهول هنا لتنشق لها السماء ، ومن قبل رجفت لها الأرض والجبال . وإنها لتشيب الولدان . وإنه لهول ترتسم صوره في الطبيعة الصامتة ، وفي الإنسانية الحية . . في مشاهد ينقلها السياق القرآني إلى حس المخاطبين كأنها واقعة . . ثم يؤكدها تأكيدا . ( كان وعده مفعولا ) . . واقعا لا خلف فيه . وهو ما شاء فعل وما أراد كان !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

10

المفردات :

السماء منفطر به : شيء منشق في ذلك اليوم لهوله .

كان عوده مفعولا : إن وعده تعالى بمجئ ذلك اليوم كائن لا محالة .

التفسير :

18- السماء منفطر به كان وعده مفعولا .

إن أهوال ذلك اليوم تصيب البشر ، فيشيب الصبي من هول هذا اليوم ، فكيف بالكافر الفاجر ؟

والسماء القوية المتماسكة تنشقّ على غلظها ، وتنفطر وتتشقق بسبب القيامة .

قال تعالى : ويوم تشقّق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا* الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا . ( الفرقان : 25 ، 26 ) .

كان وعده مفعولا .

كان وعد الله واقعا لا خلف فيه ، فما شاء الله فعل ، وما أراده كان مفعولا وواقعا لا محالة .

قال المفسرون : أي كان وعد ربك نافذا ومفعولا ، لأنه سبحانه لا يخلف موعوده .

( وبينما تزلزل هذه الآيات قوائم المكذبين ، تنزل على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم والقلة المؤمنة المستضعفة بردا وسلاما . إذ يحسّون أن ربهم معهم ، وأن الله لا يدع أولياءه لأعدائه ، ولو أمهل أعداءه إلى حين )vii .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

قوله : { السماء منفطر به } السماء متصدعة متشققة بسبب هذا اليوم وما فيه من شديد الهوال وبالغ الكروب { كان وعده مفعولا } كان ما وعد الله من هذا اليوم العصيب واقعا لا محيد عنه والله لا يخلف وعده . فاحذروا ذلك اليوم فإنه آت لا محالة{[4676]} .


[4676]:تفسير الطبري جـ 29 ص 87 وتفسير ابن كثير جـ 4 ص 438.