والسماء تذكر هنا لأول مرة ، ولقد ذكرت في القرآن مراراً كثيرة جداً ، مفردة حيناً وجمعاً مطلقاً بصيغة ( السماوات ) حينا وبصيغة ( سبع سماوات ) و( السماوات السبع ) حينا ، وأحيط ذكرها بحفاوة عظيمة وأقسم بها مرات عديدة .
ومعنى السماء اللغوي هو : العالي ، وقد وصفت بالعلو في بعض الآيات كما جاء في آية سورة طه هذه : { تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( 4 ) } ووصفت بالفوقية التي هي في نفس المعنى كما جاء في آية سورة الشورى هذه : { تكاد السموات يتفطرن من فوقهن } .
وليس في القرآن شيء صريح عن ماهية القرآن ، ولم نطلع على حديث صحيح صريح في ذلك أيضا .
وقد يقال : إن ذكر انفطار السماء قد يفيد قرآنيا أنها جسم صلب قابل للتشقق ، غير أن الأسلوب الذي جاء به ذلك هو أسلوب إنذار وترهيب ووصف لهول يوم القيامة مثل ما جاء قبل قليل عن مصير الجبال . ومثل ما جاء في الجملة نفسها من صيرورة الولدان شيبا في ذلك اليوم استهدافا لإثارة الرهبة في نفوس المكذبين وحملهم على الارعواء واتقاء غضب الله تعالى . وهو ما تستهدفه الآيات المماثلة بصورة عامة على ما نبهنا إليه قبل ، وما دامت حكمة الله ورسوله لم تشأ ذكر ماهية السماء بصراحة وقطعية ، فالأولى من ناحية التفسير القرآني الوقوف من ذلك عند الحد الذي وقف عنده القرآن والذي فيه تحقيق للهدف الذي استهدفه منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.