التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

- منفطر : متشقق ومتصدع .

15

تعليق على السماء

وانفطارها يوم القيامة

والسماء تذكر هنا لأول مرة ، ولقد ذكرت في القرآن مراراً كثيرة جداً ، مفردة حيناً وجمعاً مطلقاً بصيغة ( السماوات ) حينا وبصيغة ( سبع سماوات ) و( السماوات السبع ) حينا ، وأحيط ذكرها بحفاوة عظيمة وأقسم بها مرات عديدة .

ومعنى السماء اللغوي هو : العالي ، وقد وصفت بالعلو في بعض الآيات كما جاء في آية سورة طه هذه : { تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى( 4 ) } ووصفت بالفوقية التي هي في نفس المعنى كما جاء في آية سورة الشورى هذه : { تكاد السموات يتفطرن من فوقهن } .

وليس في القرآن شيء صريح عن ماهية القرآن ، ولم نطلع على حديث صحيح صريح في ذلك أيضا .

وقد يقال : إن ذكر انفطار السماء قد يفيد قرآنيا أنها جسم صلب قابل للتشقق ، غير أن الأسلوب الذي جاء به ذلك هو أسلوب إنذار وترهيب ووصف لهول يوم القيامة مثل ما جاء قبل قليل عن مصير الجبال . ومثل ما جاء في الجملة نفسها من صيرورة الولدان شيبا في ذلك اليوم استهدافا لإثارة الرهبة في نفوس المكذبين وحملهم على الارعواء واتقاء غضب الله تعالى . وهو ما تستهدفه الآيات المماثلة بصورة عامة على ما نبهنا إليه قبل ، وما دامت حكمة الله ورسوله لم تشأ ذكر ماهية السماء بصراحة وقطعية ، فالأولى من ناحية التفسير القرآني الوقوف من ذلك عند الحد الذي وقف عنده القرآن والذي فيه تحقيق للهدف الذي استهدفه منه .