النوع الثاني من أهوال يوم القيامة قوله : { السماء منفطر به } وهذا وصف لليوم بالشدة أيضا ، وأن السماء على عظمها وقوتها تنفطر فيه ، فما ظنك بغيرها من الخلائق ، ونظيره قوله :
{ إذا السماء انفطرت } وفيه سؤالان :
السؤال الأول : لم لم يقل : منفطرة ؟ ( الجواب ) من وجوه : ( أولها ) روى أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء ، إنما قال : { السماء منفطر } ولم يقل : منفطرة لأن مجازها مجاز السقف ، تقول : هذا سماء البيت ( وثانيها ) قال الفراء : السماء تؤنث وتذكر ، وهي هاهنا في وجوه التذكير وأنشد شعرا :
فلو رفع السماء إليه قوما *** لحقنا بالنجوم مع السحاب
( وثالثها ) أن تأنيث السماء ليس بحقيقي ، وما كان كذلك جاز تذكيره .
والعين بالإثمد الخيري مكحول ***
فلا مزنة ودقت ودقها *** ولا أرض أبقل إبقالها
( ورابعها ) أن يكون السماء ذات انفطار فيكون من باب الجراد المنتشر ، والشجر الأخضر ، وأعجاز نخل منقعر ، وكقولهم امرأة مرضع ، أي ذات رضاع .
السؤال الثاني : ما معنى : { منفطر به } ؟ ( الجواب ) من وجوه : ( أحدها ) قال الفراء : المعنى منفطر فيه ( وثانيها ) أن الباء في ( به ) مثلها في قولك فطرت العود بالقدوم فانفطر به ، يعني أنها تنفطر لشدة ذلك اليوم وهوله ، كما ينفطر الشيء بما ينفطر به ( وثالثها ) يجوز أن يراد السماء مثقلة به إثقالا يؤدي إلى انفطارها لعظم تلك الواقعة عليها وخشيتها منها كقوله : { ثقلت في السموات والأرض } .
أما قوله : { كان وعده مفعولا } فاعلم أن الضمير في قوله : { وعده } يحتمل أن يكون عائدا إلى المفعول وأن يكون عائدا إلى الفاعل ، أما ( الأول ) فأن يكون المعنى وعد ذلك اليوم مفعول أي الوعد المضاف إلى ذلك اليوم واجب الوقوع ، لأن حكمة الله تعالى وعلمه يقتضيان إيقاعه ، وأما ( الثاني ) فأن يكون المعنى وعد الله واقع لا محالة لأنه تعالى منزه عن الكذب وهاهنا وإن لم يجر ذكر الله تعالى ولكنه حسن عود الضمير إليه لكونه معلوما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.