ثم زاد في وصف ذلك اليوم بالشدّة ، فقال : { السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ } أي متشققة به لشدّته وعظيم هوله ، والجملة صفة أخرى ليوم ، والباء سببية ، وقيل : هي بمعنى في : أي منفطر فيه ، وقيل : بمعنى اللام : أي منفطر له ، وإنما قال : { منفطر } ولم يقل : «منفطرة » لتنزيل السماء منزلة شيء لكونها قد تغيرت ، ولم يبق منها إلاّ ما يعبر عنه بالشيء . وقال أبو عمرو بن العلاء : لم يقل : «منفطرة » ، لأن مجازها السقف ، كما قال الشافعي :
فلو رفع السماء إليه قوماً *** لحقنا بالسماء وبالسحاب
فيكون هذا كما في قوله : { وَجَعَلْنَا السماء سَقْفاً مَّحْفُوظاً } [ الأنبياء : 32 ] . وقال الفرّاء : السماء تذكر وتؤنث . وقال أبو عليّ الفارسي : هو من باب الجراد المنتشر والشجر الأخضر ، و { أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } [ القمر : 20 ] قال أيضاً : أي السماء ذات انفطار ، كقولهم : امرأة مرضع : أي ذات إرضاع على طريق النسب ، وانفطارها لنزول الملائكة ، كما قال : { إِذَا السماء انفطرت } [ الانفطار : 1 ] وقوله : { السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ } [ الشورى : 5 ] . وقيل : منفطر به : أي بالله ، والمراد : بأمره ، والأوّل أولى { كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً } أي وكان وعد الله بما وعد به من البعث والحساب وغير ذلك كائناً لا محالة ، والمصدر مضاف إلى فاعله ، أو وكان وعد اليوم مفعولاً ، فالمصدر مضاف إلى مفعوله . وقال مقاتل : كان وعده أن يظهر دينه على الدين كله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.