الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

قال ابن عباس تشقق السماء حين ينزل {[71200]} الرحمن جل ذكره {[71201]} .

وقال {[71202]} مجاهد : السماء مثقلة {[71203]} به أي بيوم القيامة {[71204]} .

وقال {[71205]} الحسن : مثقلة . أي : محزونة {[71206]} بيوم القيامة {[71207]} .

وقال عكرمة : ممتلئة [ به ] {[71208]} .

وقيل : ( به ) بمعنى " فيه " {[71209]} ، ( أي ) {[71210]} : السماء منفطرة في يوم القيامة ، والضمير في ( يجعل ) ليوم القيامة ، ويجوز أن يكون لله جل ذكره .

- ثم قال : ( كان وعده مفعولا )

أي : ليس لوعده خُلف {[71211]} .

قال ابن مسعود : إذا كان يوم القيامة دعا ربُّنا الملِك آدم عليه السلام فيقول : يا آدم ، قم فباعث ( بعث ) {[71212]} النار ، فيقول : ( أي ) {[71213]} رب ! لا علم لي إلا ما علمتني ، فيقول ، فيقول الله جل ذره : أخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين : فيساقون إلى النار سودا {[71214]} . مقرنين زُرْقا {[71215]} فيشيب هنالك كل الوليد {[71216]} .

قال ابن زيد : يسيب الصغار من كرب {[71217]} ذلك اليوم {[71218]} .


[71200]:- أ: حين ينزل.
[71201]:- انظر: جامع البيان 29/138ـ وتفسير ابن كثير 4/467، حيث حكاه أيضا عن مجاهد وضعفه. قال:"لأنه لم يجر-أي الله تعالى- ذكر"ههنا".
[71202]:- أ: قال.
[71203]:- أ: متعلقة.
[71204]:- جامع البيان 29/138 وأخرجه عن عكرمة أيضا.
[71205]:- أ: قال.
[71206]:- مخزونة.
[71207]:- انظر : المصدر السابق، وأخرجه أيضا عن ابن أبي علي.
[71208]:- ساقط من م. وهذا القول إنما وجدته في جامع البيان 29/138 من رواية عكرمة من ابن عباس.
[71209]:- ث: معنى فيه. وهذا قول ابن قتيبة في الغريب 494 واستحسنه القرطبي في تفسيره:19/50.
[71210]:- ساقط من أ.
[71211]:- انظر: إعراب النحاس 5/61.
[71212]:- ساقط من أ، والبعث هنا بمعنى المبعوث إليها من أهلها. انظر النهاية لابن الأثير 1/138.
[71213]:- ساقط من أ.
[71214]:- ث: سوادا.
[71215]:- أ: رزقا، و"زرقا، أي عميا عيونهم لا نور لها" المفردات للراغب: 217 (رزق) وانظر: اللسان (زرق)
[71216]:- انظر جامع البيان 29/137.
[71217]:- الكرب على وزن الضرب مجزوم: الحزن والغم الذي يأخذ بالنفس، وجمعه كروب، وكربه الأمر والغم يكربه كربا: اشتد عليه" اللسان (كرب).
[71218]:- انظر: المصدر السابق 29/138.