النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

{ السماءُ مُنفطرٌ به } فيه أربعة أوجه :

أحدها : ممتلئة به ، قاله ابن عباس .

الثاني : مثقلة ، قاله مجاهد .

الثالث : مخزونة به ، قاله الحسن .

الرابع : منشقة من عظمته وشدته ، قاله ابن زيد .

{ وكانَ وعْدُه مَفْعولاً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : وعده بأن السماء{[3123]} منفطر به ، وكون الجبال كثيباً مهيلاً ، وأن يجعل الولدان شيباً ، قاله يحيى بن سلام .

الثاني : وعده بأن يظهر دينه على الدين كله ، قاله مقاتل .

الثالث : وعده بما [ بشّر ] وأنذر من ثوابه وعقابه .

وفي المعنى المكنى عنه في قوله " به " وجهان :

أحدهما : أن السماء منفطرة باليوم الذي يجعل الولدان شيباً ، فيكون اليوم قد جعل الولدان شيباً ، وجعل السماء منفطرة ويكون انفطارها للفناء .

الثاني : معناه أن السماء منفطرة بما ينزل منها بأن يوم القيامة يجعل الولدان شيباً ، ويكون انفطارها بانفتاحها لنزول هذا القضاء منها .


[3123]:قال الفراء: السماء يذكر ويؤنث.