في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

( ثم ارجع البصر كرتين )فربما فاتك شيء في النظرة السابقة لم تتبينه ، فأعد النظر ثم أعده ( ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) . .

وأسلوب التحدي من شأنه أن يثير الاهتمام والجد في النظر إلى السماوات وإلى خلق الله كله . وهذه النظرة الحادة الفاحصة المتأملة المتدبرة هي التي يريد القرآن أن يثيرها وأن يبعثها . فبلادة الألفة تذهب بروعة النظرة إلى هذا الكون الرائع العجيب الجميل الدقيق ، الذي لا تشبع العين من تملي جماله وروعته ، ولا يشبع القلب من تلقي إيحاءاته وأيماءاته ؛ ولا يشبع العقل من تدبر نظامه ودقته . والذي يعيش منه من يتأمله بهذه العين في مهرجان إلهي باهر رائع ، لا تخلق بدائعه ، لأنها أبدا متجددة للعين والقلب والعقل .

والذي يعرف شيئا عن طبيعة هذا الكون ونظامه - كما كشف العلم الحديث عن جوانب منها - يدركه الدهش والذهول . ولكن روعة الكون لا تحتاج إلى هذا العلم . فمن نعمة الله على البشر أن أودعهم القدرة على التجاوب مع هذا الكون بمجرد النظر والتأمل ؛ فالقلب يتلقى إيقاعات هذا الكون الهائل الجميل تلقيا مباشرا حين يتفتح ويستشرف . ثم يتجاوب مع هذه الإيقاعات تجاوب الحي مع الحي ؛ قبل أن يعلم بفكره وبأرصاده شيئا عن هذا الخلق الهائل العجيب .

ومن ثم يكل القرآن الناس إلى النظر في هذا الكون ، وإلى تملي مشاهده وعجائبه . ذلك أن القرآن يخاطب الناس جميعا ، وفي كل عصر . يخاطب ساكن الغابة وساكن الصحراء ، كما يخاطب ساكن المدينة ورائد البحار . وهو يخاطب الأمي الذي لم يقرأ ولم يخط حرفا ، كما يخاطب العالم الفلكي والعالم الطبيعي والعالم النظري سواء . وكل واحد من هؤلاء يجد في القرآن ما يصله بهذا الكون ، وما يثير في قلبه التأمل والاستجابة والمتاع .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

1

كرتين : رجعتين ، رجعة بعد رجعة ، والمراد التكرار بكثرة .

خاسئا : صاغرا لعدم وجدان الفطور .

وهو حسير : كليل متعب من كثرة المراجعة .

4- ثم ارجع البصر كرّتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير .

كرّر النّظر وردّد الطرف ، وارجع مرة أخرى ، بل مرة إثر مرة ، فمهما نظرت إلى السماء باحثا عن عيب أو خلل أو فطور أو تشقق فلن تجد عيبا ، وسيرتد إليك البصر كليلا متعبا ، فقد عاد بدون طائل .

إن الكون كتاب مفتوح ، ينظر فيه الأعمى والبصير ، وساكن القصور وساكن الأكواخ ، ينظر إلى السماء ، البدويّ في الصحراء ، وراكب البحار ، والفلكي بالمنظار ، وكل واحد من هؤلاء يرى الجمال والإبداع ، لأن هذا الخلق خلق الله وتقديره وإبداعه ، فسبحانه الذي أحسن كل شيء خلقه . . . ( السجدة : 7 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

ثم ارجع البصرَ كرّتين : ثم أعد النظر مرة بعد مرة ، وليس المراد مرتين فقط . ينقلب إليك : يرجع إليك .

خاسئا : صاغراً ذليلا .

وهو حسير : وهو كليل ، ضعيف .

{ ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ }

ثم أعِد البصرَ مرّاتٍ ومرات ، وفكر في هذا الصنع البديع ، يرجعْ إليك البصرُ وهو صاغرٌ وكليل . . . . ولا يمكن أن ترى فيها أيَّ خللٍ أو عيب .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

{ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ } المراد بذلك : كثرة التكرار { يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ } أي : عاجزًا عن أن يرى خللًا أو فطورًا ، ولو حرص غاية الحرص .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

{ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير }

{ ثم ارجع البصر كرتين } كرة بعد كرة { ينقلب } يرجع { إليك البصر خاسئاً } ذليلا لعدم إدراك خلل { وهو حسير } منقطع عن رؤية خلل .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ} (4)

قوله : { ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير } يعني اردد البصر وقلبه في السماء مرتين ، أو مرة بعد أخرى ، فانظر هل ترى من شقوق أو فتوق أو خلل ، { ينقلب إليك البصر خاسئا } أي يرجع إليك البصر ذليلا صاغرا مبعدا من رؤية أي تفاوت ، { وهو حسير } من الحسور ، وهو الإعياء . وحسير بمعنى كليل . أو بلغ الغاية في الإعياء من فرط النظر في السماء فلم يجد فيها أيما خلل أو اضطراب . بل سماء متينة التركيب ، بالغة القوة والتماسك والتكامل ، مما يدل على عظمة الصانع المقتدر ذي الجلال .