في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ} (32)

30

وإذا كان الهالكون الذاهبون لا يرجعون إلى خلفائهم المتأخرين ، فإنهم ليسوا بمتروكين ولا مفلتين من حساب الله بعد حين . .

( وإن كل لما جميع لدينا محضرون ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ} (32)

32 { وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ }12 .

وسيجتمع أهل القرون السابقة ، مثل قوم نوح وعاد وثمود وأمثالهم ، كما يبعث أهل مكة وغيرهم ، كل هؤلاء سيحشرون في موقف الحساب والجزاء .

قال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [ آل عمران : 185 ] .

قال ابن كثير :

{ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ } .

أي : وإن جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب يوم القيامة ، بين يدي الله جل وعلا ، فيجازيهم بأعمالهم كلها خيرها وشرها ، وهذا كقوله جل وعلا : { وَإِنَّ كُلا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ . . . } [ هود : 111 ] .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِن كُلّٞ لَّمَّا جَمِيعٞ لَّدَيۡنَا مُحۡضَرُونَ} (32)

{ وإن كل لما جميع لدينا محضرون } : يريد يوم القيامة للجزاء . وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة : " وإن كل لما " بتشديد " لما " . وخفف الباقون . ف " إن " مخففة من الثقيلة وما بعدها مرفوع بالابتداء ، وما بعده الخبر . وبطل عملها حين تغير لفظها . ولزمت اللام في الخبر فرقا بينها وبين إن التي بمعنى ما . " وما " عند أبي عبيدة زائدة . والتقدير عنده : وإن كل لجميع . قال الفراء : ومن شدد جعل " لما " بمعنى إلا و " إن " بمعنى ما ، أي " : ما كل إلا لجميع ، كقوله : " إن هو إلا رجل به جنة " [ المؤمنون : 25 ] . وحكى سيبويه في قوله : سألتك بالله لما فعلت . وزعم الكسائي أنه لا يعرف هذا . وقد مضى هذا المعنى في " هود " {[13208]} . وفي حرف أبي " وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون " .


[13208]:راجع ج 9 ص 105 وما بعدها طبعة أولى أو ثانية.