في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

هنا يجيء التهديد الملفوف كما جاء في نهاية المقطع الماضي : ( ألم يعلم بأن الله يرى ? )يرى تكذيبه وتوليه . ويرى نهيه للعبد المؤمن إذا صلى ، وهو على الهدى ، آمر بالتقوى . يرى . وللرؤية ما بعدها ! ( ألم يعلم بأن الله يرى ! ) .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

التفسير :

14- ألم يعلم بأن الله يرى .

ألا يخاف الله ، ألا يتحرك قلبه وضميره ، ألا يستعمل عقله وفكره في أنه لا يجوز منع الإنسان من الصلاة ، وتظل هذه الجملة أو هذه الآية ، تهدد كل جبار عنيد إلى يوم الدين ، فكفى برؤية الله للظالمين ، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل : ( يا عبادي ، إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )ii .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يعمل ويفعل ؟

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

قوله تعالى : { أرأيت إن كذب وتولى ، ألم يعلم بأن الله يرى }

يعني أبا جهل كذب بكتاب اللّه عز وجل ، وأعرض عن الإيمان . وقال الفراء : المعنى " أرأيت الذي ينهى . عبدا إذا صلى " وهو على الهدى ، وأمر بالتقوى ، والناهي مكذب متول عن الذكر ، أي فما أعجب هذا ! ثم يقول : ويله ألم يعلم أبو جهل بأن اللّه يرى ، أي يراه ويعلم فعله ، فهو تقرير وتوبيخ . وقيل : كل واحد من " أرأيت " بدل من الأول . و " ألم يعلم بأن اللّه يرى " الخبر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

ولما عجب من حالته البعيدة عن العقل مع نفسه ومع أبناء جنسه ، أنكر عليه معجباً من كونه يعلم أنه ليس بيده شيء ، المنتج لأنه مراقب وحاله مضبوط غاية الضبط وينسى ذلك ، فقال ذاكراً مفعول " أرءيت " الثاني وهو لا يكون إلا جملة استفهامية : { ألم يعلم } أي يقع له عمل يوماً من الأيام { بأن الله } أي وهو الملك الأعلى { يرى * } أي له صفتا البصر والعلم على الإطلاق ، فهو يعلم كل معلوم ، ويبصر كل مبصر ، ومن كان له ذلك كان جديراً بأن يهلك من يراه على الضلال والإضلال ، وينصر من يطيع أمره على كل من يعاديه ، وإنما جاء هذا الاستفهام الإنكاري على هذا الوجه لأنهم يعترفون بكل ما أنكر عليهم فيه ، ويلزمهم بما يفعلون من عداوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يكونوا منكرين له ، وذلك هو عين التناقض الذي لا أشنع عندهم منه ، هذا ويمكن ، وهو أحسن ، أن تنزل الآية على الاحتباك ، فيقال : لما كان السؤال عن حال الناهي ؛ لأن الرؤية علمية لا بصرية ، فتشوف السامع إلى معرفتها ، وكان للناهي حالان : طاعة ومعصية ، بدأ بالأولى لشرفها على الأسلوب الماضي في التقرير على سبيل التعجيب فقال : { أرءيت } أي أخبرني { إن كان } الناهي ثابتاً في نهيه هذا متمكناً { على الهدى } أي الكامل { أو } كان قد { أمر } في ذلك الأمر أو في أمر ما من عبادة الأوثان وغيرها { بالتقوى } وحذف جواب السؤال عن هذا الحال لدلالة جواب الحال الثاني عليه ، وهو { ألم يعلم بأن الله يرى } كل ما يصح أن يرى ، فينهى عنه إن كان مكروهاً ، ولا يقر عليه ، ويحاسب به ، ليزن هذا الناهي أفعاله بما شرعه سبحانه من الدليل العقلي والسمعي ، فيعلم أهي مما يرضيه ليقره عليه كما يقر سائر ما يرضيه ، أو يسخطه فيمنعه منه .