الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

وقوله تعالى : { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى } إكمالٌ للتوبيخِ والوعيدِ بحسْبِ التوقيفاتِ الثَّلاثِ ، يَصْلُحُ مَعَ كلِّ وَاحدٍ منها : ( ت ) : وفي قوله تعالى : { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى } مَا يُثِير الهِمَمَ الرَاكِدَةَ ، وَيُسِيلُ العيونَ الجَامِدَةَ ، ويَبْعَثُ على الحياء والمراقبةِ ، قال الغزالي : " اعلمْ أَنَّ اللَّهَ مُطَّلِعٌ على ضميرِكَ ، ومشرفٌ على ظاهِرك وباطنِك ، فَتَأَدَّبْ أيها المسكينُ ظَاهِراً وباطِناً بين يديه سبحانه ؛ واجتهدْ أن لا يَرَاكَ حيثُ نَهَاكَ ، وَلاَ يَفْقِدكَ حَيْثُ أَمَرَكَ ، ولاَ تَدَعْ عَنْكَ التفكرَ في قُرْبِ الأجلِ ، وحلولِ الموتِ القاطِع للأملِ ، وخروجِ الأمْرِ من الاختيَارِ ، وحصولِ الحَسْرَةِ والنَّدَامةِ بطُولِ الاغترارِ " ، انتهى .