والجواب بالحقيقة هو ما تدل عليه هذه الجملة الاستفهامية ، كأنه قيل : إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أو كذب وتولى فإن الله مجازيه . وقيل : إن جواب الشرط الأول شيء آخر يدل عليه سياق الكلام ، والمراد : أرأيت إن صار هذا الكافر على حالة الهدى ، أو أمر بالتقوى بدل النهي عن عبادة الله ، أما كان يليق به ذلك إذ هو رجل عاقل ذو ثروة . ففيه تعجيب من حاله أنه كيف فوت على نفسه مراتب الكمال والإكمال ، واختار بدلها طريقي الضلال والإضلال . وقيل : الخطاب في { أرأيت } الثاني للكافر كأن الظالم والمظلوم عبدان قاما بين يدي مولاهما ، أو هما اللذان حضرا عند الحاكم ، أحدهما المدعي والآخر المبدعى عليه ، فيخاطب هذا مرة ، وهذا مرة ، فلما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { أرأيت الذي ينهى عبداً إذا صلى } التفت إلى الكافر وقال : أرأيت يا كافر إن كان صلاته هدى ودعاؤه إلى الدين أمراً بالتقوى أتنهاه مع ذلك ؟ ثم إن كان الخطاب في { أرأيت } الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم فالمعنى : أرأيت يا محمد إن كذب هذا الكافر بتلك الدلائل الواضحة وتولى عن خدمة خالقه ألم يعلم بعقله أن الله يرى منه هذه الأعمال القبيحة حتى يصير زاجراً عنها ؟ وإن كان الخطاب للكافر فالمراد إن كان محمد كاذباً أو متوالياً ألا يعلم أن خالقه يراه حتى ينتهي فلا يحتاج إلى نهيك ؟ قالت العلماء : هذه الآية وإن نزلت في حق أبي جهل إلا أن كل من ينهى عن طاعة الله فهو شريك في وعيد أبي جهل ، ولا يرد عليه المنع عن الصلاة في الدار المغصوبة وفي الأوقات المكروهة ومنع المولى عبده عن قيام الليل وصلاة التطوع وزوجته عن الاعتكاف ؛ لأن ذلك لاستيفاء مصالح أخرى بإذن الله وحده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.