{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى } أيْ يطلعُ على أحوالِه فيجازيَهُ بِهَا حتَّى اجترأ على ما فعلَ ، وإنَّما أفردَ التكذيبَ والتولِّي بشرطيةٍ مستقلةٍ مقرونةٍ بالجوابِ مصدرةٍ باستخبارٍ مستأنفِ ، ولم ينظمَا في سلكِ الشرطِ الأولِ بعطفهما على كانَ للإيذانِ باستقلالهما بالوقوعِ في نفسِ الأمرِ ، واستتباعِ الوعيدِ الذي ينطقُ بهِ الجوابُ ، وأما القسمُ الأولُ فأمرٌ مستحيلٌ قد ذكرَ في حيز الشرطِ لتوسيعِ الدائرةِ ، وهو السرُّ في تجريدِ الشرطيةِ الأولى عنِ الجوابِ ، والإحالةِ بهِ على جوابِ الثانيةِ ، هَذا وقد قيلَ : أرأيتَ الأولُ بمعنى أخبرني ، مفعولُه الأولُ الموصولُ ، ومفعولُه الثاني الشرطيةُ الأولى بجوابها المحذوفِ لدلالةِ جوابِ الشرطيةِ الثانيةِ عليه ، وأرأيتَ في الموضعينِ تكريرٌ للتأكيدِ ، ومعناهُ أخبرني عمَّنْ ينهى بعضَ عبادِ الله عن صلاته إنْ كانَ ذلكَ النَّاهي علَى طريقةٍ سديدةِ فيما ينهى عنْ عبادةِ الله تعالى ، أوْ كانَ آمراً بالمعروفِ والتَّقوى فيما يأمرُ بهِ من عبادةِ الأوثانِ كما يعتقدهُ ، وكذلكَ إنْ كانَ على التكذيبِ للحقِّ والتولِّي عنِ الدينِ الصحيح كما نقولُ نحنُ ألم يعلمْ بأن الله يرى ويطلعُ على أحوالِه منْ هُداهُ وضلالهِ فيجازيَهُ عَلى حسبِ ذلكَ فتأملْ ، وقيلَ : المَعْنى أرأيتَ الَّذي يَنْهى عبْداً يُصلي والمُنهيُّ عنِ الهُدى آمرٌ بالتَّقوى والنَّاهي مكذبٌ مُتول فما أعجبَ من ذَا ، وقيلَ : الخطابُ الثاني للكافرِ فإنَّه تعالَى كالحاكمِ الذي حضَرهُ الخصمانِ يخاطبُ هذا مرةً والآخرَ أُخرى ، وكأنَّه قالَ : يا كافرُ أخبرني إنْ كانَ صلاتُه هُدى ودُعاؤُه إلى الله تعالى أمراً بالتَّقوى أتنهاهُ .
وقيلَ : هُو أميةُ بنُ خلفٍ كانَ ينْهى سلمانَ عنِ الصَّلاةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.