تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

الآيات11و12و13و14 : ( وقوله تعالى ){[23875]} : { أرأيت إن كان على الهدى } { أو أمر بالتقوى } { أرأيت إن كذب وتولى } { ألم يعلم بأن الله يرى }{[23876]} .

جائز أن يجمع هذا كله في الوعيد الذي ذكره على إثر ذلك ، وهو قوله تعالى : { ألم يعلم بأن الله يرى } كأنه قال { أرأيت الذي ينهى } { عبدا إذا صلى } أرأيت الذي ينهى من { كان على الهدى } { أو أمر بالتقوى } وهو رسول الله ، كان ينهاه ذلك الكافر إذا صلى ، وينهاه عن الهدى وعن الأمر بالتقوى { أرأيت إن كذب } رسول الله صلى الله عليه وسلم { وتولى } عن طاعة الله تعالى { ألم يعلم بأن الله يرى } .

يدخل جميع ما ذكر في هذا الوعيد ، فيكون ذلك جوابا لما تقدم من قوله : { أرأيت الذي ينهى } { عبدا إذا صلى } إلى آخر ما ذكر .

وجائز أن يكون جواب قوله : { أرأيت الذي ينهى } { عبدا إذا صلى } مسكوتا عنه ، ترك للفهم .

ثم قوله تعالى : { ألم يعلم بأن الله يرى } أي ألم يعلم بأن الله يراه{[3]} ( فينتقم منه لرسول الله ، أو { ألم يعلم بأن الله يرى }{[4]}فيدفعه عما هم برسول الله . فهو وعيد .

ثم قوله تعالى : { ألم يعلم بأن الله يرى } يحتمل وجهين :

أحدهما : قد علم بأن الله يرى جميع ما يقوله ، ويفعله ، ويهم به ، لكنه قال ذلك على المكابرة والعناد .

والثاني : { ألم يعلم بأن الله يرى } على نفي العلم له بذلك ، إذ لو علم بأن الله يرى ، ويعلم ما يفعله من النهي عن الصلاة والمكر به لكان لا يفعل ذلك به .


[23875]:ساقطة من الأصل وم
[23876]:ساقطة من الأصل وم

[3]:- من ط ع، الواو ساقطة من الأصل.
[4]:- من ط ع، في الأصل: الشكر.