الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

{ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ الله يرى ( 14 ) } ويطلع على أحواله من هداه وضلاله فيجازيه على حسب ذلك . وهذا وعيد .

فإن قلت : ما متعلق أرأيت ؟ قلت : الذي ينهى مع الجملة الشرطية ، وهما في موضع المفعولين .

فإن قلت : فأين جواب الشرط ؟ قلت : هو محذوف ، تقديره : إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ، ألم يعلم بأن الله يرى ؟ وإنما حذف لدلالة ذكره في جواب الشرط الثاني .

فإن قلت : فكيف صحّ أن يكون { أَلَمْ يَعْلَم } جواباً للشرط ؟ قلت : كما صحّ في قولك : إن أكرمتك أتكرمني ؟ وإن أحسن إليك زيد هل تحسن إليه ؟

فإن قلت : فما أرأيت الثانية وتوسطها بين مفعول أرأيت ؟ قلت : هي زائدة مكرّرة للتوكيد . وعن الحسن أنه أمية بن خلف كان ينهى سلمان عن الصلاة .