وبمناسبة ورود هذه الآية لأول مرة نقول : إن القرآن احتوى آيات كثيرة ، نسبت فيها الرؤية والسمع إلى الله تعالى ، وإنه دار جدل وتشاد بين علماء الكلام حول ذلك من حيث إنه إنما يحدث من أعضاء السمع والبصر ، وما إذا كان لله سبحانه مثل هذه الأعضاء أم لا . وخير المذاهب في هذا الموضوع وأمثاله هو مذهب الصدر الإسلامي الأول ، وهو عدم الخوض في الكيفيات ، وعدم التشاد والجدل حولها ، مع تنزيه الله سبحانه عن كل مماثلة لخلقه ، وملاحظة الضابط القرآني المحكم المنطوي في آية سورة الشورى ، وهو : { ليس كمثله شيء } ( 11 ) ، واعتبار أن المقصود بذلك وصف الله عز وجل بشمول العلم ، والإحاطة بكل شيء ، والقدرة على كل شيء ، والهيمنة الكاملة على الكون وما فيه من كائنات ، والتصرف المطلق فيه ، واتصافه بكل صفات الكمال . والمتدبر في نصف آية الشورى المذكورة والآية التالية لها يرى تأييد هذا قويا ، وهذا نص الآيتين : { فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ومن الأنعام أزواجاً يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( 11 ) له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم( 12 ) } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.