ولما عجب من حالته البعيدة عن العقل مع نفسه ومع أبناء جنسه ، أنكر عليه معجباً من كونه يعلم أنه ليس بيده شيء ، المنتج لأنه مراقب وحاله مضبوط غاية الضبط وينسى ذلك ، فقال ذاكراً مفعول " أرءيت " الثاني وهو لا يكون إلا جملة استفهامية : { ألم يعلم } أي يقع له عمل يوماً من الأيام { بأن الله } أي وهو الملك الأعلى { يرى * } أي له صفتا البصر والعلم على الإطلاق ، فهو يعلم كل معلوم ، ويبصر كل مبصر ، ومن كان له ذلك كان جديراً بأن يهلك من يراه على الضلال والإضلال ، وينصر من يطيع أمره على كل من يعاديه ، وإنما جاء هذا الاستفهام الإنكاري على هذا الوجه لأنهم يعترفون بكل ما أنكر عليهم فيه ، ويلزمهم بما يفعلون من عداوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يكونوا منكرين له ، وذلك هو عين التناقض الذي لا أشنع عندهم منه ، هذا ويمكن ، وهو أحسن ، أن تنزل الآية على الاحتباك ، فيقال : لما كان السؤال عن حال الناهي ؛ لأن الرؤية علمية لا بصرية ، فتشوف السامع إلى معرفتها ، وكان للناهي حالان : طاعة ومعصية ، بدأ بالأولى لشرفها على الأسلوب الماضي في التقرير على سبيل التعجيب فقال : { أرءيت } أي أخبرني { إن كان } الناهي ثابتاً في نهيه هذا متمكناً { على الهدى } أي الكامل { أو } كان قد { أمر } في ذلك الأمر أو في أمر ما من عبادة الأوثان وغيرها { بالتقوى } وحذف جواب السؤال عن هذا الحال لدلالة جواب الحال الثاني عليه ، وهو { ألم يعلم بأن الله يرى } كل ما يصح أن يرى ، فينهى عنه إن كان مكروهاً ، ولا يقر عليه ، ويحاسب به ، ليزن هذا الناهي أفعاله بما شرعه سبحانه من الدليل العقلي والسمعي ، فيعلم أهي مما يرضيه ليقره عليه كما يقر سائر ما يرضيه ، أو يسخطه فيمنعه منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.