السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ} (14)

{ ألم يعلم } أي : يقع له علم يوماً من الأيام { بأن الله } الذي له صفات الكمال { يرى } ويطلع على أحواله من هداه وضلاله ، فيجازيه على حسب ذلك ، أي : أعجب منه يا مخاطب في نهيه عن الصلاة من حيث إنّ المنهي على الهدى آمر بالتقوى ، وفي وجه التعجب وجوه :

أحدها : إنه صلى الله عليه وسلم قال «اللهمّ أعز الإسلام إمّا بأبي جهل وإمّا بعمر بن الخطاب » وهو ينهى عبداً إذا صلى .

الثاني : إنه يلقب بأبي الحكم ، فقيل : أيلقب بهذا وهو ينهى عن الصلاة فيتعجب منه ، ومن حيث أن الناهي مكذب متول عن الإيمان .

الثالث : إنه كان يأمر وينهى ويعتقد وجوب طاعته ، ثم إنه ينهى عن طاعة الله تعالى .