تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

فتتفطر به السماء وتنتثر به نجومها { كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا } أي : لا بد من وقوعه ، ولا حائل دونه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"السّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ": السماء مثقلة بذلك اليوم متصدّعة متشققة...

"السّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ": ممتلئة به.

" كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً": كان ما وعد الله من أمر أن يفعله مفعولاً، لأنه لا يخلف وعده،... فاحذروا ذلك اليوم أيها الناس، فإنه كائن لا محالة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{السماء منفطر به} أي بما يجعل الولدان شيبا، وهو هول ذلك اليوم وشدة فزعه، أو منفطر بالغمام، وقيل: منفطر بالله أي بقضائه وحكمه.

{كان وعده مفعولا} أي الذي وقع به الوعد مفعول، لا أن يكون الوعد هو المفعول.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ} وصف لليوم بالشدّة أيضاً، وأنّ السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه، فما ظنك بغيرها من الخلائق. يعني: أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وَهَوْله كما ينفطر الشيء بما يفطر به.

ويجوز أن يراد السماء مثقلة به إثقالاً يؤدّي إلى انفطارها لعظمه عليها وخشيتها من وقوعه، كقوله: {ثَقُلَتْ فِي السموات والأرض} [الأعراف: 187].

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وجملة {السماء منفطر به} صفة ثانية.

والبَاء بمعنى (في) وهو ارتقاء في وصف اليوم بحدوث الأهوال فيه فإن انفطار السماء أشد هولاً ورعباً مما كني عنه بجملة {يجعل الولدان شيباً}. أي السماء عَلى عظمها وسمكها تنفطر لذلك اليوم فما ظنكم بأنفسكم وأمثالكم من الخلائق فيه.

والانفطار: التشقق الذي يحدث في السماء لنزول الملائكة وصعودهم كما تقدم في قوله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} في سورة المعارج (4).وذكر انفطار السماء في ذلك اليوم زيادة في تهويل أحواله لأن ذلك يزيد المهددين رعباً وإن لم يكن انفطار السماء من آثار أعمالهم ولا لَه أثر في زيادة نكالهم، ويجوز أن يكون الإِخبار بانفطار السماء على طريقة التشبيه البليغ.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

{ السماء منفطر به } متشقق في ذلك اليوم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

قوله تعالى : " السماء منفطر به " أي متشققة لشدته . ومعنى " به " أي فيه ؛ أي في ذلك اليوم لهوله . هذا أحسن ما قيل فيه . ويقال : مثقلة به إثقالا يؤدي إلى انفطارها لعظمته عليها وخشيتها من وقوعه ، كقوله تعالى : " ثقلت في السموات والأرض " [ الأعراف : 187 ] . وقيل : " به " أي له ، أي لذلك اليوم ، يقال : فعلت كذا بحرمتك ولحرمتك ، والباء واللام وفي : متقاربة في مثل هذا الموضع ، قال الله تعالى : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة " [ الأنبياء : 47 ] أي في يوم القيامة . وقيل : " به " أي بالأمر أي السماء منفطر بما يجعل الولدان شيبا . وقيل : منفطر بالله ، أي بأمره ، وقال أبو عمرو بن العلاء : لم يقل منفطرة ؛ لأن مجازها{[15530]} السقف ، تقول : هذا سماء البيت ، قال الشاعر :

فلو رَفَعَ السماءُ إليه قومًا *** لحِقْنَا بالسماء وبالسَّحَابِ

وفي التنزيل : " وجعلنا السماء سقفا محفوظا " [ الأنبياء : 32 ] . وقال الفراء : السماء يذكر ويؤنث . وقال أبو علي : هو من باب الجراد المنتشر ، والشجر الأخضر ، و " أعجاز نخل منقعر " [ القمر : 20 ] . وقال أبو علي أيضا : أي السماء ذات انفطار ، كقولهم : امرأة مرضع ، أي ذات إرضاع ، فجرى على طريق النسب . " كان وعده " أي بالقيامة والحساب والجزاء " مفعولا " كائنا لا شك فيه ولا خلف . وقال مقاتل : كان وعده بأن يظهر دينه على الدين كله .


[15530]:مجازها: معناها.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا} (18)

ولما كان هذا أمراً عظيماً ، صور بعض أهواله زيادة في عظمه فقال{[69565]} : { السماء } أي على عظمها وعلوها وشدة إحكامها . ولما كان المراد الجنس{[69566]} الشامل للكل ذكر فقال : { منفطر } أي منشق متزايل من هيبة الرب تزايل المتفرط من السلك ، ولو أنث لكان ظاهراً في واحدة من السماوات ، وفي اختيار التذكير أيضاً لطيفة أخرى ، وهي إفهام الشدة الزائدة في الهول المؤدي إلى انفطاره{[69567]} ما هو في غاية الشدة لأن الذكر في كل شيء أشد من الأنثى ، وذلك كله تهويلاً لليوم المذكور{[69568]} { به } أي بشدة ذلك اليوم وباؤه للآلة ، ويجوز كونها بمعنى " فيه " أي يحصل فيه التفطر والتشقق بالغمام ونزول الملائكة وغير ذلك من التساقط والوهي على شدة وثاقتها{[69569]} فما ظنك بغيرها .

ولما كان هذا عظيماً ، استأنف بيان هوانه{[69570]} بالنسبة إلى عظمته سبحانه وتعالى فقال : { كان } أي على كل-{[69571]} حال وبكل اعتبار { وعده } أي وعد الله الذي تقدم ذكره في مظاهر العظمة ، فالإضافة للمصدر على الفاعل { مفعولاً * } أي سهلاً مفروغاً{[69572]} منه في أي شيء كان ، فكيف إذا كان بهذا اليوم الذي هو محط الحكمة ، أو الضمير لليوم فالإضافة إلى المفعول ، إشارة إلى أن الوعد الواقع به وفيه لا بد منه ، ومعلوم أنه لا يكون إلا من الله .


[69565]:زيد في الأصل: مشيرا إليه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفنا ها.
[69566]:من ظ و م، وفي الأصل: لذكر.
[69567]:من ظ و م، وفي الأصل: إلا انفطاره.
[69568]:سقط من ظ و م.
[69569]:من ظ و م، وفي الأصل: وثاقها.
[69570]:من ظ و م، وفي الأصل: هوله.
[69571]:زيد من ظ و م.
[69572]:من ظ و م، وفي الأصل: مظروفا.