تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

تفسير سورة والعصر ، [ وهي ] مكية .

{ 1 - 3 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } .

أقسم تعالى بالعصر ، الذي هو الليل والنهار .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة العصر

مقدمة وتمهيد

1- سورة " العصر " وتسمى سورة " والعصر " من السور المكية عند جمهور المفسرين ، وكان نزولها بعد سورة " الانشراح " ، وقبل سورة " العاديات " ، فهي السورة الثالثة عشرة في ترتيب النزول .

وقيل : هي مدنية ، والمعول عليه الأول ؛ لأنه المنقول عن ابن عباس وابن الزبير وغيرهما ، وعدد آياتها ثلاث آيات .

2- وقد اشتملت على بيان من هم أهل الخسران ، ومن هم أهل السعادة .

قال الآلوسي : وهي على قصرها جمعت من العلوم ما جمعت ، فقد روي عن الشافعي أنه قال : لو لم ينزل من القرآن غير هذه السورة لكفت الناس ؛ لأنها شملت جميع علوم القرآن .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي حذيفة -وكانت له صحبة- أنه قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يتفرقا ، حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة " والعصر " ، ثم يسلم أحدهما على الآخر . . أي : عند المفارقة( {[1]} ) .

للعلماء أقوال متعددة فى المقصود بالعصر هنا ، فمنهم من يرى أن المقصود به : الدهر كله ، لما فيه من العبر التى تدل دلالة واضحة على عظيم قدرة الله - تعالى - ، ولما فيه من الأحداث التى يراها الناس بأعينهم ، ويعرفونها عن غيرهم .

فهم يرون ويسمعون كم من غنى قد صار فقيرا ، وقوي قد صار ضعيفا ، ومسرور قد أصبح حزينا . . ورحم الله القائل :

أشاب الصغير وأفنى الكبير . . . كر الغداة ومر العشي

قال القرطبى : قوله - تعالى - : { والعصر } أي : الدهر ، قال ابن عباس وغيره : فالعصر مثل الدهر . . وأقسم به - سبحانه - لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدلها .

ومنهم من يرى أن المقصود به : وقت صلاة العصر ، وقد صدر صاحب الكشاف تفسيره لهذه الآية بهذا الرأي فقال : أقسم - سبحانه - بصلاة العصر لفضلها ، بدليل قوله - تعالى - : { حَافِظُواْ عَلَى الصلوات والصلاة الوسطى } - وهى صلاة العصر - ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " من فاتته صلاة العصر فكأنما وَتِرَ أهله وماله " ، ولأن التكليف فى أدائها أشق لتهافت الناس فى تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار . .

ومنهم من يرى أن المراد بالعصر هنا : عصر النبوة ، لأفضليته بالنسبة لما سبقه من عصور .

وقد رجح الإِمام ابن جرير القول الأول فقال : والصواب من القول فى ذلك أن يقال : إن ربنا أقسم بالعصر ، والعصر اسم الدهر ، وهو العشي ، والليل والنهار .


[1]:- سورة إبراهيم: الآية 1.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة العصر .

بسم الله الرحمن الرحيم{ والعصر } أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها ، أو بعصر النبوة ، أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب ، والتعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية{[1]} .

قال ابن عباس : { العصر } : الدهر ، يقال فيه : عصر وعصر بضم العين والصاد ، وقال امرؤ القيس :

وهل يعمن من كان في العصر الخالي{[11975]} . . .

وقال قتادة : { العصر } العشي ، وقال أبي بن كعب : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العصر فقال : «أقسم ربكم بآخر النهار {[11976]} » ، وقال بعض العلماء ، وذكره أبو علي : { العصر } : اليوم ، { والعصر } الليلة ، ومنه قول حميد : [ الطويل ]

ولن يلبث العصران يوم وليلة . . . إذا طلبا أن يدركا ما تيمما{[11977]}

وقال بعض العلماء : { العصر } : بكرة ، والعصر : عشية ، وهما الأبردان{[11978]} ، وقال مقاتل : { العصر } هي الصلاة الوسطى ، أقسم الله تعالى بها{[11979]} .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[11975]:هذا عجز بيت هو مطلع قصيدته: "الطلل البالي" والبيت بتمامه: ألا عم صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟ و "عم صباحا" : أنعم صباحا. والخالي: الماضي القديم، يخاطب الطلل كأنه إنسان عاقل، ثم يرجع إلى نفسه ويستدرك لأن النعيم لا يكون أبدا لمن مضى عليه الزمن، وأتت عليه حوادث الأيام وصروف الدهر، وقد استشهد بالبيت صاحب اللسان.
[11976]:ذكره أيضا القرطبي لكنه لم يخرجه.
[11977]:هذا البيت لحميد بن ثور الهلالي، وهو في اللسان، والقرطبي، والبحر المحيط، ومعنى تيمما: قصدا، والشاهد أن العصر هو اليوم وهو الليلة.
[11978]:في اللسان: "البردان والأبردان: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما ، وهما: العصران، وقيل: هما الغداة والعشي، وقيل: ظلاهما".
[11979]:قال العلماء: لأنها أفضل الصلوات وفي الخبر الصحيح (الصلاة الوسطى صلاة العصر) وقال عليه الصلاة والسلام: (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر)، متفق عليه، وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله).