تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

{ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } فرغد الرزق والأمن من المخاوف من أكبر النعم الدنيوية ، الموجبة لشكر الله تعالى .

فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة ، وخص الله بالربوبية البيت  لفضله وشرفه ، وإلا فهو رب كل شيء .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

وقال : { فليعبدوا رب هذا البيت } { الذي أطعمهم من جوع } أي بعد جوع ، وكانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الميتة والجيف ، ثم كشف الله ذلك عنهم { وآمنهم من خوف } فلا يخافون في الحرم الغارة ولا يخافون في رحلتهم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ} (4)

{ الذي أطعمهم من جوع } يحتمل أن يريد إطعامهم بسبب الرحلتين ، فقد روي : أنهم كانوا قبل ذلك في شدة وضيق حال حتى أكلوا الجيف ، ويحتمل أن يريد إطعامهم على الإطلاق ، فقد كان أهل مكة ساكنين بواد غير ذي زرع ، ولكن الله أطعمهم مما يجلب إليهم من البلاد ، بدعوة أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو قوله : { وارزقهم من الثمرات } [ إبراهيم : 37 ] .

{ وآمنهم من خوف } يحتمل أن يريد آمنهم من خوف أصحاب الفيل ، ويحتمل أن يريد آمنهم في بلدهم بدعوة إبراهيم في قوله : { رب اجعل هذا بلدا آمنا } [ البقرة : 126 ] وقد فسرناه في موضعه ، أو يعني : آمنهم في أسفارهم ؛ لأنهم كانوا في رحلتهم آمنين لا يتعرض لهم أحد بسوء ، وكان غيرهم من الناس تؤخذ أموالهم وأنفسهم . وقيل : آمنهم من الجذام ، فلا يرى بمكة مجذوما . قال الزمخشري : التنكير في جوع وخوف لشدتهما .