بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لَكُمۡ دِينُكُمۡ وَلِيَ دِينِ} (6)

ثم قال عز وجل : { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } يعني : قد أكملت عليكم الحجة ، فليس عليّ أن أجبركم على الإسلام ، فاثبتوا على دينكم حتى تروا ماذا يستقبلكم غداً ، وأنا أثبت على ديني الذي أكرمني الله تعالى به ، ولا أرجع إلى دينكم أبداً ، وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ، ثم نسخ بآية القتال . فيها دليل أن الرجل إذا رأى منكراً أو سمع قولاً منكراً فأنكره فلم يقبلوا منه لا يجب عليه أكثر من ذلك ، وإنما عليه أن يحفظ مذهبه وطريقه ويتركهم على مذهبهم وطريقهم . وقال الحسن : سمعت شيخاً يحدث قال : بينما أسير مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمع رجلاً يقرأ { قُلْ يا أيها الكافرون } فقال : «أَمَّا هذا فَقَدْ برئ مِنَ الشِّرْكِ » ، وسمع رجلاً يقرأ { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [ الصمد : 1 ] فقال : «أَمَّا هذا فَقَدْ غَفَرَ الله تَعَالَى لَهُ » والله أعلم .