بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ} (1)

مقدمة السورة:

سورة المسد ، وهي خمس آيات مكية .

قوله تعالى : { تَبَّتْ يَدَا أَبي لَهَبٍ وتبّ } يعني : خسر أبو لهب ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى : { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين } [ الشعراء : 214 ] صعد على الصفا ونادى : " واصباحاه " فاجتمعوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الأَقْرَبِينَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إله إلاَّ الله ، فَقُولُوا ، أَشْهَدْ لَكُمْ بِهَا عِنْدَ رَبِّي " ، فأنكروا ذلك ، فقال أبو لهب : تباً لك سائر الأيام ، ألهذا دعوتنا ؟ وروي في خبر آخر أنه اتخذ طعاماً ودعاهم ، ثم قال : " أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا ، وَأَطِيعُوا تَهْتَدُوا " فقال أبو لهب : تبّاً لك سائر الأيام ، ألهذا دعوتنا ، فنزلت { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } يعني : خسرت يدا أبي لهب عن التوحيد . { وَتَبَّ } يعني : وقد خسر ، ويقال : إنما ذكر اليد وأراد به هو ، وقال مقاتل : تبت يدا أبي لهب وتب ، يعني : خسر نفسه ، وكان أبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، واسمه «عبد العزى » ، ولهذا ذكره بالكنية ولم يذكر اسمه ؛ لأن اسمه كان منسوباً إلى صنم ، وقال بعضهم : كنيته كانت اسمه .