{ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } أي من ليف . وقال أكثر أهل التفسير { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } يعني : في الآخرة في عنقها سلسلة من حديد ، وتحتها نار ، وفوقها نار . وروى سعيد بن جبير رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : لما نزلت تبت يدا أبي لهب جاءت امرأة أبي لهب ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : لو تنحَّيْتَ يا رسول الله ، فإنها امرأة بذية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «سَيُحَال بَيْنِي وَبَيْنَهَا » ، فدخلت فلم تره ، فقالت لأبي بكر رضي الله عنه : هجاناً صاحبك ، فقال : والله ما ينطق بالشعر ، ولا يقوله . قالت : إنك لمصدق ، فاندفعت راجعة ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله ، ما رأتك . فقال : «لَمْ يَزَلْ بَيْنِي وَبَيْنَها مَلَكٌ يَسْتُرُنِي عَنْهَا ، حَتَّى رَجِعَتْ » . وروى إسرائيل عن أبي إسحاق ، عن أبي يزيد بن زيد قال : لما نزلت هذه السورة ، قيل لامرأة أبي لهب : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد هجاك . فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في الخلاء ، وقالت : يا محمد صلى الله عليه وسلم ، على ماذا تهجوني ؟ فقال : «أَمَا وَلله مَا أَنَا هَجَوْتُكِ ، مَا هَجَاكِ إلاَّ الله عَزَّ وَجَلَّ » . قالت : هل رأيتني أحمل الحطب ، أو رأيت في جيدي حبلا من مسد ؟ وقال مجاهد : { فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ } مثل حديد البكرة ، وقال غيره- يعني عروة- : سلسلة من حديد ذرعها سبعون ذراعاً . والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.