بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَلَعَلَّكَ تَارِكُۢ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقُۢ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُۥ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ} (12)

قوله تعالى : { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ } يعني : لا تترك { بَعْضَ مَا يوحى إِلَيْكَ } وذلك أن كفار مكة . قالوا : كيف لا ينزل إليه ملك ، أو يكون له كنز وطلبوا منه بأن لا يعيب آلهتهم ، فهمَّ النبي صلى الله عليه وسلم بأن يترك عيبها ، رجاء أن يتبعوه ، فنزل : { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يوحى إِلَيْكَ } من أمر الآلهة { وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ } في البلاغ ، { أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنُزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ } يعني : المال ، { أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ } يُعِينُهُ ويُصَدِّقُهُ فأمر بأن لا يترك تبليغ الرسالة ، فقال : يا محمد ، { إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ } يعني : إنما عليك تبليغ الرسالة ، والتخويف . { والله على كُلّ شَىْء وَكِيلٌ } يعني : شهيد بأنك رسول الله تعالى