بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الفلق مكية ، وهي خمس آيات .

قوله تعالى : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الفلق } يعني : قل يا محمد أعتصم وأستعيذ وأستعين بخالق الخلق ، والفلق الخلق ، وإنما سمي الخلق فلقاً ؛ لأنهم فُلِقُوا من آبائهم وأمهاتهم ، ويقال : { أَعُوذُ بِرَبّ الفلق } يعني : بخالق الصبح ، ويقال : فالق الحب والنوى قال الله تعالى : { إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي ذلكم الله فأنى تُؤْفَكُونَ } [ أنعام : 95 ] ، وقال { فَالِقُ الإصباح وَجَعَلَ اليل سَكَناً والشمس والقمر حُسْبَاناً ذلك تَقْدِيرُ العزيز العليم } [ الأنعام : 96 ] ، ويقال الفلق واد في جهنم ، ويقال : جب في النار .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «الفَلَقُ شَجَرَةٌ فِي جَهَنَّمَ ، فَإِنْ أَرَادَ الله أَنْ يُعَذِّبَ الكَافِرَ بِأَشَدِّ العَذَابِ يَأْمُرُهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا » .

وروي عن كعب الأحبار أنه دخل في بعض الكنائس التي للروم فقال : أخسر عمل وأضلُّ قوم ، قد رضيت لكم بالفلق ، فقيل له : ما الفلق يا كعب ؟ قال : بئر في النار ، إذا فتح بابها صاح جميع أهل النار من شدة عذابها .