بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ} (4)

{ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } يعني : لم يكن له نظير ولا شريك فينازعه في عظمته وملكه ، وقال مقاتل : إن مشركي العرب قالوا : إن الملائكة كذا وكذا ، وقالت اليهود والنصارى في عزير والمسيح ما قالت ، فكذبهم الله تعالى ، وأبرأ نفسه مما قالوا فقال : { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } .

قرأ عاصم في رواية حفص كفواً بغير همزة ، وقرأ حمزة بسكوت الفاء مهموزاً ، والباقون بضم الفاء مهموزاً بهمزة ، وكل ذلك يرجع إلى معنى واحد .

وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال : من قرأ { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } بعد صلاة الفجر إحدى عشرة مرة لم يلحقه ذنب يومئذٍ ، ولو اجتهد الشيطان .

وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُم أَنْ يَقْرَأ القُرآنَ فِي لَيْلَةٍ ؟ » ، فقيل : يا رسول الله ، من يطيق ذلك ؟ قال : «أَنْ يَقْرَأ { قُلْ هُوَ الله } أَحَدٌ ثَلاَثَ مَرَاتٍ » وروي عن ابن شهاب عن الزهري رضي الله عنه قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ قَرَأ { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأ ثُلُثَ القُرْآنِ » والله أعلم .