بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

ثم قال عز وجل : { الله الصمد } يعني : الصمد الذي لا يأكل ولا يشرب ، وقال السدي وعكرمة ومجاهد :{ الصمد } الذي لا جوف له .

وعن قتادة قال : كان إبليس لعنه الله ينظر إلى آدم عليه السلام ، ودخل في فيه وخرج من دبره ، يعني حين كان صلصالاً ، فقال للملائكة : لا ترهبوا من هذا ، فإن ربكم صمد وهذا أجوف .

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : الصمد : الذي يصمد إليه الخلائق في حوائجهم ، ويتضرعون إليه عند مسألتهم .

وقال أبو وايل :{ الصمد } السيد الذي انتهى سؤدده ، وكذلك قال سعيد بن جبير .

وقال الحسن البصري رضي الله عنه :{ الصمد } الدائم .

وقال قتادة :{ الصمد } الباقي ، ويقال : الكافي .

وقال محمد بن كعب القرظي :{ الصمد } الذي { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } .

ويقال : { الصمد } التام في سؤدده .

وروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال : { الصمد } الذي لا يخاف من فوقه ، ولا يرجو من تحته ، ويُصْمَد إليه في الحوائج .