قوله : { مَن كَفَرَ بالله مِن بَعْدِ إيمانه } فعليهم غضب من الله ، على معنى التقديم .
ثم استثنى فقال : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ } ، أي : أكره على الكفر ، وتكلم بالكفر مكرهاً . { وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان } ، أي : قلبه معتقد عليه . وهو عمار بن ياسر ، وأصحابه . وذلك أن ناساً من أهل مكة آمنوا ، فخرجوا مهاجرين ، فأدركتهم قريش بالطريق ، فعذبوهم ، فكفروا مكرهين ، فنزلت هذه الآية فيهم . وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله . وروي عن قتادة أنه قال : ذكر لنا أن عمار بن ياسر أخذه بنو المغيرة ، فطرحوه في بئر ميمونة حتى أمسى ، فقالوا له : اكفر بمحمد ، وأشرك بالله فبايعهم على ذلك ، وقلبه كاره ، فنزلت الآية . وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عمار بن ياسر وهو يبكي ، فجعل يمسح الدموع من عينيه ، ويقول : أخذني الكفار ، ولم يتركوني حتى نلت منك ، وذكرت آلهتهم بخير . فقال : " كَيْفَ وَجَدْتَ قَلْبَكَ ؟ " قال : مطمئن بالإيمان . فقال : «إنْ عَادُوا فَعُدْ » . وقال مقاتل : أسلم جبر مولى ابن الحضرمي ، فأخذه مولاه وعذبه ، حتى رجع إلى اليهودية . ثم رجع إلى هؤلاء النفر ، فنزلت الآية : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإيمان } ، ثم بيّن حال الذين ثبتوا على الكفر فقال : { ولكن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا } ، أي : فتح صدره بالقبول ، يعني : قبل الكفر طائعاً ، وهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ارتدّ ولحق بمكة . { فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ، أي : شديد في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.