بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَقۡرَبُواْ مَالَ ٱلۡيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ حَتَّىٰ يَبۡلُغَ أَشُدَّهُۥۚ وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولٗا} (34)

ثم قال { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ اليتيم إِلاَّ بالتى هِىَ أَحْسَنُ } أي : إلا على وجه التجارة ، لينمو مال اليتيم بالأرباح ، أو ينمو على وجه المضاربة { حتى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } يعني : حتى { يبلغ } يتم خلقه . وقال القتبي : أشد الرجل ، غير أشد اليتيم ، وإن كان لفظهما واحداً . لأن قوله تعالى : { حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ } [ الأحقاف : 25 ] إنَّما هو الاكتمال ، وذلك ثلاثون سنة . وأشد الغلام أن يشتد خلقه ، وذلك ثمان عشرة سنة . وقال مقاتل : هذه الآية منسوخة بقوله : { فِى الدنيا والاخرة وَيَسْألُونَكَ عَنِ اليتامى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فإخوانكم والله يَعْلَمُ المفسد مِنَ المصلح وَلَوْ شَآءَ الله لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ البقرة : 220 ] .

ثم قال : { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } يعني : الذي بينكم وبين الله تعالى ، والعهد الذي بينكم وبين الناس { إِنَّ العهد كَانَ مَسْؤُولاً } يعني : إن ناقض العهد يسأل عنه يوم القيامة .