بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولٗا} (36)

{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } يقول : لا تقل ما لم تعلم ، فتقول : علمت ولم تعلم ، ورأيت ولم تر ، وسمعت ولم تسمع . أي : كأنك تقفو الأمور . يقال : قفوت أثره ، والقائف الذي يعرف الآثار ويتبعها .

ثم حذرهم فقال : { إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } أي : يسأل العبد عن أعضائه يوم القيامة ، فيشهدن عليه . ويقال : معناه صاحب السمع ، والبصر ، والفؤاد ، يسأل يوم القيامة عن السمع والبصر والفؤاد . ويقال : قوله : { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي : لا تقل ما لم تعلم ، ولا تسمع اللغو ، ولا تنظر إلى الحرام ، ولا تحكم على الظن { كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } يعني : عن الكلام باللسان ، والتسمع بالسمع ، والتبصر بالبصر على وجه الإخبار ، وهو من جوامع الكلم .