ثم قال تعالى : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن } [ 34 ] .
أي : لا تأكلوا أموال اليتامى إسرافا وبدارا أن يكبروا ولكن/ أقربوها بالإصلاح والتثمير لها {[40934]} .
قال قتادة : لما نزلت هذه الآية ، اشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . فكانوا لا يخالطوهم في طعام ولا أكل ولا غيره . فأنزل الله [ عز وجل {[40935]} ] { وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح } {[40936]}فكانت هذه رخصة لهم في المخالطة {[40937]} .
وقال مجاهد : معنى الآية : لا تقربوا مال اليتيم فتستقرضوا منه { إلا بالتي هي أحسن } [ 34 ] التجارة لهم فيها {[40938]} .
وقوله : { حتى يبلغ أشده } [ 34 ] .
قال ربيعة وزيد بن أسلم ومالك بن أنس : الأشد {[40939]} : الحلم {[40940]} . ومعناه في اللغة : حتى يبلغ وقت اشتداده في العقل وتدبير ماله وصلاح حاله في دينه . وأن يكون {[40941]} مع ذلك في غير ذي عاهة في عقل وأن يكون حازما في ماله {[40942]} . وكذلك الأشد في قصة يوسف {[40943]} [ عليه السلام ] هو الحلم ، فأما الأشد في [ قصة ] موسى {[40944]}[ عليه السلام ] فقيل : هو بضع وثلاثين سنة . و " استوى " {[40945]} بلغ أربعين سنة {[40946]} و[ قيل ] : الأشد هنا ثمان عشرة سنة {[40947]} .
والأشد ، عند سيبويه ، جمع واحد [ ه ] : شد ، كقد وأقد {[40948]} . وهو عند غيره اسم مفرد {[40949]} .
ثم قال [ تعالى {[40950]} ] : { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا } [ 34 ] .
أي : مسؤولا عنه من نقضه {[40951]} . أي : أوفوا بما عاهدتم {[40952]} عليه الناس من صلح أو بيع أو شراء . إن الله سائل ناقض العهد عن نقضه إياه ، وقيل : مسؤولا : مطلوبا . ومن العهد الذي أمر الله [ عز وجل {[40953]} ] بوفائه الوقوف عند أمره ونهيه والعمل بطاعته ومنه جميع ما أمر الله [ عز وجل {[40954]} ] به في هذه الآية قبله ونهى عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.