بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيٗا وَبُكۡمٗا وَصُمّٗاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا} (97)

ثم قال : { وَمَن يَهْدِ الله } ، أي من يكرمه الله تعالى بالإسلام ويوفقه ، { فَهُوَ المهتد } ؛ يعني : فهو على الهدى وعلى الصواب . قرأ نافع وأبو عمرو { المهتدى } بالياء عند الوصل ؛ وقرأ الباقون بغير ياء . { وَمَن يُضْلِلِ } ، أي ومن يخذله الله عن دينه ، { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ } ، أي يهدونهم من الضلالة . { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ } ، أي نبعثهم يوم القيامة ونسوقهم منكبين على وجوههم ، يسحبون عليها { عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمّا } ، عن الهدى ؛ ويقال : في ذلك الوقت يكونون عمياً وبكماً وصماً كما وصفهم .

{ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } ، أي : مصيرهم إلى جهنم { كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } . يقول : كلما سكن لهبها ولم تجد شيئاً تأكله ، { زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } ، أي وقوداً ، أعيدوا خلقاً جديداً . قال مقاتل : وذلك أن النار إذا أكلتهم ، فلم يبقَ منهم شيء غير عظام وصاروا فحماً ، سكنت النار فهو الخبو . ثم بدلوا جلوداً غيرها ، فتشتعل وتسعر عليهم ، فذلك قوله : { زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } ؛ وقال أهل اللغة : يقال خبت النار ، إذا سكن لهبها ، وإذا بقي من جمرها شيء ، يقال خمدت ، فإذا طفئت ولم يبقَ شيء ، قالوا همدت .