ثم قال : { وَمَن يَهْدِ الله } ، أي من يكرمه الله تعالى بالإسلام ويوفقه ، { فَهُوَ المهتد } ؛ يعني : فهو على الهدى وعلى الصواب . قرأ نافع وأبو عمرو { المهتدى } بالياء عند الوصل ؛ وقرأ الباقون بغير ياء . { وَمَن يُضْلِلِ } ، أي ومن يخذله الله عن دينه ، { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ } ، أي يهدونهم من الضلالة . { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ } ، أي نبعثهم يوم القيامة ونسوقهم منكبين على وجوههم ، يسحبون عليها { عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمّا } ، عن الهدى ؛ ويقال : في ذلك الوقت يكونون عمياً وبكماً وصماً كما وصفهم .
{ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } ، أي : مصيرهم إلى جهنم { كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } . يقول : كلما سكن لهبها ولم تجد شيئاً تأكله ، { زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } ، أي وقوداً ، أعيدوا خلقاً جديداً . قال مقاتل : وذلك أن النار إذا أكلتهم ، فلم يبقَ منهم شيء غير عظام وصاروا فحماً ، سكنت النار فهو الخبو . ثم بدلوا جلوداً غيرها ، فتشتعل وتسعر عليهم ، فذلك قوله : { زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا } ؛ وقال أهل اللغة : يقال خبت النار ، إذا سكن لهبها ، وإذا بقي من جمرها شيء ، يقال خمدت ، فإذا طفئت ولم يبقَ شيء ، قالوا همدت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.