ثم قال : { وَقُلِ الحمد لِلَّهِ الذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } ؛ قال الكلبي : وذلك أنه لما نزل : { قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن } ، قالت كفار قريش : كان محمد يدعو إلهاً واحداً ، وهو اليوم يدعو إلهاين ما نعرف الرحمن إلاَّ صاحب اليمامة مسيلمة الكذاب . فنزل : { وَمِنَ الاحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } ، يعني : ذكر الرحمن ، وأمره بأن يقول : { الحمد لِلَّهِ الذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الملك } ، أي لم يتخذ ولداً فيرث ملكه .
{ وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الملك } في عظمته ؛ وقال أبو العالية : معناه وقل الحمد لله الذي لم يجعلني ممن يتخذ له ولداً ، ولم يجعلني ممن يقول له شريك في الملك . { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذل } ، أي من اليهود والنصارى ؛ وهم أذل خليقة الله تعالى ، يؤدون الجزية ؛ وقال مقاتل : معناه لم يذل فيحتاج إلى ولي يعينه ، أي لم يكن له ولي ينتصر به من الذل .
{ وَكَبّرْهُ تَكْبِيرًا } ، أي عظمه تعظيماً ، ولا تقل له شريك . وروى إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه أنه قال : بلغني أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني رجل كثير الدين ، كثير الهم . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « اقْرَأْ آخِرَ سُورَةِ بَنِي إسْرَائِيلَ { قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن } حَتَّى تَخْتِمَهِا ، ثُمَّ قُلْ : تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.