بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا} (111)

ثم قال : { وَقُلِ الحمد لِلَّهِ الذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } ؛ قال الكلبي : وذلك أنه لما نزل : { قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن } ، قالت كفار قريش : كان محمد يدعو إلهاً واحداً ، وهو اليوم يدعو إلهاين ما نعرف الرحمن إلاَّ صاحب اليمامة مسيلمة الكذاب . فنزل : { وَمِنَ الاحزاب مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } ، يعني : ذكر الرحمن ، وأمره بأن يقول : { الحمد لِلَّهِ الذى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الملك } ، أي لم يتخذ ولداً فيرث ملكه .

{ وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِى الملك } في عظمته ؛ وقال أبو العالية : معناه وقل الحمد لله الذي لم يجعلني ممن يتخذ له ولداً ، ولم يجعلني ممن يقول له شريك في الملك . { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذل } ، أي من اليهود والنصارى ؛ وهم أذل خليقة الله تعالى ، يؤدون الجزية ؛ وقال مقاتل : معناه لم يذل فيحتاج إلى ولي يعينه ، أي لم يكن له ولي ينتصر به من الذل .

{ وَكَبّرْهُ تَكْبِيرًا } ، أي عظمه تعظيماً ، ولا تقل له شريك . وروى إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه أنه قال : بلغني أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني رجل كثير الدين ، كثير الهم . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « اقْرَأْ آخِرَ سُورَةِ بَنِي إسْرَائِيلَ { قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن } حَتَّى تَخْتِمَهِا ، ثُمَّ قُلْ : تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ » .