قوله تعالى : { وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لّلنَّاسِ وَأَمْناً } ، يقول : وضعنا البيت ، يعني الكعبة معاداً لهم ، يعودون إليه مرة بعد مرة . وقال قتادة : مجمعاً للناس يثوبون إليه من كل جهة ، وفي كل سنة فلا يقضون منها وطراً . { وَأَمْناً } ، أي جعلناه أمناً لمن التجأ إليه ، يعني من وجب عليه القصاص . ولهذا قالوا : لو أن رجلاً وجب عليه القصاص فدخل الحرم ، لا يقتص منه في الحرم . وهكذا روي عن ابن عمر أنه قال : لو وجدت قاتل عمر في الحرم ، ما هيجته ، أي ما أزعجته ولكن يمنع منه المنافع ، حتى يضطر ويخرج فيقتص منه . ويقال : { آمنا }ً لغير الممتحنين ، وهي الصيود إذا دخلت الحرم أمنت . ويقال : آمناً من الجذام .
ثم قال تعالى : { واتخذوا مِن مَّقَامِ إبراهيم مُصَلًّى } ، قرأ نافع وابن عامر { واتخذوا } بفتح الخاء على وجه الخبر ، معناه : جعلنا البيت مثابة للناس فاتخذوه مصلى . وقرأ الباقون بكسر الخاء على معنى الأمر . قال : حدثنا الخليل بن أحمد قال : حدثنا الديلمي قال : حدثنا أبو عبيد الله قال : حدثنا سفيان ، عن زكريا بن زائدة ، عمن حدثه ، عن عمر بن الخطاب قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت يوم الفتح ، فلما فرغ من طوافه أتى المقام فقال : «هذا مَقَامُ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ » ، فقال عمر : أفلا تتخذه مصلى يا رسول الله ، فأنزل الله تعالى : { واتخذوا مِن مَّقَامِ إبراهيم مُصَلًّى } ويقال : المسجد الحرام كله مقام إبراهيم عليه السلام هكذا روي عن مجاهد وعطاء .
وقوله تعالى : { وَعَهِدْنَا إلى إبراهيم وإسماعيل } ، أي أمرنا إبراهيم وإسماعيل : { أَن طَهّرَا بَيْتِيَ } ، أي مسجدي من الأوثان ، ويقال : من جميع النجاسات ، ثم قال : { لِلطَّائِفِينَ } ، أي طهرا المسجد من الأوثان والنجاسات ، لأجل الطائفين الذين يطوفون بالبيت وهم الغرباء ، { والعاكفين } وهم أهل الحرم المقيمون بمكة من أهله وغيرهم { والركع السجود } ، أي أهل الصلاة من كل جهة من الآفاق . قرأ نافع وعاصم في رواية حفص { طَهّرَا بَيْتِيَ } بنصب الياء وقرأ الباقون بسكون الياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.