بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ} (120)

قوله تعالى : { وَلَن ترضى عَنكَ اليهود وَلاَ النصارى } ، يعني أهل المدينة ونصارى أهل نجران { حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ، أي تصلي إلى قبلتهم . { قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهدى } ، يعني إن قبلة الله هي الكعبة { وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم } ، أي صليت إلى قبلتهم { بَعْدَ الذي جَاءكَ مِنَ العلم } ، أي من بعد ما ظهر لك : أن القبلة هي الكعبة ، { مَا لَكَ مِنَ الله مِن وَلِيّ } ينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } ، أي مانعاً يمنعك . ويقال : معناه { وَلَن ترضى عَنكَ اليهود وَلاَ النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ، أي حتى تدخل في دينهم ، وذلك أن الكفار كانوا يطلبون الصلح ، وكان يرى أنهم يسلمون ، فأخبره الله تعالى أنهم لا يسلمون ، ولن يرضوا عنه ، حتى يتبع ملتهم فنهاه الله عن الركون إلى شيء مما يدعونه إليه . فقال تعالى : { قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهدى } ، يعني دين الله هو دين الإسلام . { وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم } ؛ وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد منه أمته ، أي لئن اتبعت دينهم بعد ما جاءك من العلم ، أي بعد ما ظهر أن دين الإسلام هو الحق { مَا لَكَ مِنَ الله } ، أي من عذاب الله { مِن وَلِيّ } ينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } ، أي مانع يمنعك منه .