بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ} (115)

ثم قال : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خلقناكم عَبَثاً } ، أي لعباً وباطلاً لغير شيء ، يعني : أظننتم أنكم لا تعذبون بما فعلتم ؟ { وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } بعد الموت . قرأ حمزة والكسائي : { لاَ تُرْجَعُونَ } بنصب التاء وكسر الجيم ، وقرأ الباقون بضم التاء ونصب الجيم ، وكذلك التي في القصص قالوا : لأنها من مرجع الآخرة ، وما كان من مرجع الدنيا ، فقد اتفقوا في فتحه ، مثل قوله : { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } [ يس : 50 ] . قال أبو عبيد : وبالفتح نقرأ ، لأنهم اتفقوا في قوله تعالى : { وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أهلكناهآ أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } [ الأنبياء : 95 ] ، وقال إنهم لاَ يرجعون وَقَال { والذين يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إلى رَبِّهِمْ راجعون } [ المؤمنون : 60 ] ، كقوله : { الذين إِذَآ أصابتهم مُّصِيبَةٌ قالوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ راجعون } [ البقرة : 156 ] ، فأضاف الفعل إليهم .