فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ} (115)

ثم زاد في توبيخهم على تماديهم في الغفلة ، وتركهم النظر الصحيح فيما يدل على حقية البعث والقيامة فقال :

{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا } لا لحكمة ، والهمزة للتوبيخ والتقرير والفاء للعطف على مقدر أي ألم تعلموا شيئا فحسبتم أو أغفلتم وتلاهيتم وتعاميتم فحسبتم والمعنى عابثين أو لأجل العبث ، قال بالأول سيبويه وقطرب وبالثاني أبو عبيدة ، والعبث في اللغة اللعب وما لا فائدة فيه ، يقال : عبث يعبث عبثا ، فهو عابث أي لاعب وأصله من قولهم : عبثت الاقط أي خلطته ، والمعنى أفحسبتم أنا خلقناكم للإهمال كما خلقت البهائم ولا ثواب ولا عقاب .

{ وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } بالبعث والنشور فيجازيكم بأعمالكم ، قرئ ترجعون مبنيا للفاعل وللمفعول ، وقدم إلينا على الفعل لأجل الفواصل ،