بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا} (31)

ثم إن الله عز وجل عزّاه ، وأخبره أن الرسل من قبله كانوا يتأذون بقومهم ، فذلك قوله عز وجل : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوّاً مّنَ المجرمين } يعني : من المشركين ، فيهجرون الكتاب . .

ثم قال : { وكفى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً } يعني : هادياً إلى دينه من كان أهلاً لذلك . ويقال : { وكفى بربك } حافظاً على الدين ونصيراً ، أي مانعاً . ويقال : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً } ، يعني : فرعوناً كما جعلنا أبا جهل فرعونك ، ويقال : سلطنا على كل نبي متكبراً ليتكبر عليه ، ويكذبه ويؤذيه .

وروي في الخبر لو أن مؤمناً ارتقى على ذروة جبل ، فقيض الله تعالى إليه منافقاً يؤذيه ، فيؤجر عليه { وكفى بِرَبّكَ هَادِياً } يعني : اكتف بربك واصبر على أذاهم ، صار هادياً ونصيراً ، نصباً على الحال ، أي : وكفى بربك في حال الهداية ، والنصرة نصيراً ويقال : الباء زائدة للصلة . ومعناه : كفى بربك هادياً إلى دينه ونصيراً .