بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ يَرَوۡنَ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ لَا بُشۡرَىٰ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُجۡرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا} (22)

ثم أخبر متى يرون الملائكة فقال عز وجل : { يَوْمَ يَرَوْنَ الملائكة } يعني : يوم القيامة { لاَ بشرى يَوْمَئِذٍ لّلْمُجْرِمِينَ } يعني : للمشركين ، وتكون البشارة للمؤمنين . ثم قال : { وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً } يعني : تقول لهم الملائكة : حراماً محرّماً ، أي تكون لهم البشرى يومئذ بما يبشر به المتقون ، وإنما قيل للحرام حجر ، لأنه حجر عليه .

وقال مجاهد : تقول الملائكة حراماً محرماً أن يدخلوا الجنة . وقال الحسن وقتادة ، وهي كلمة كانت العرب تقولها . كان الرجل إذا نزلت به الشدة قال : حجراً محجوراً ، أي : حراماً محرماً . ويقال : إن قريشاً كانوا إذا استقبلهم أحد كانوا يقولون له : حاجورا حاجورا ، حتى يعرف أنهم من الحرم ، فلا يضرونهم ، وأخبر أنهم كانوا يقولون ذلك ، ولا ينفعهم .

ويقال : إن المشركين في الشهر الحرام إذا استقبلهم أحد يقولون : حجراً محجوراً ، ويريدون أن يذكروه أنه في الشهر الحرام ، وذلك القول لا ينفعهم يوم القيامة .

وقرأ الحسن حُجراً بضم الحاء ، وقراءة العامة بكسر الحاء .