بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامٗا فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ} (14)

قوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } يدعوهم إلى الإسلام ، ويحذرهم وينذرهم ، فأبوا أن يجيبوه فكذبوه { فَأَخَذَهُمُ الطوفان } يعني : الغرق { وَهُمْ ظالمون } وقال القتبي : الطوفان المطر الشديد ، وكذلك الموت إذا كثر . وقال مقاتل : الطوفان ما طغى فوق كل شيء . وقال بعض أهل اللغة : هذا الاشتقاق غير صحيح ، لأنه لو كان هذا . لقال : طغوان لأنه يقال : طغى يطغو . وقال بعضهم : هذا على وجه القلب ، كما يقال : جذب وجبذ . ويقال : أصله من الطوف ، أي : سار وطاف في الأرض . وقال الزجاج : الطوفان من كل شيء ما كان كثيراً كالقتل الذريع الكثير ، يسمى طوفان .