بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ وَإِن جَٰهَدَاكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (8)

{ وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْناً } يعني : ووصينا الإنسان أن يفعل بوالديه ما يحسن ، يعني : براً بهما .

وقال الكلبي : نزلت الآية في سعد بن أبي وقاص لما أسلم قالت له أمه : يا سعد بلغني أنك صبوت إلى دين محمد ، فوالله لا يظلني سقف بيت ، وإن الطعام والشراب علي حرام حتى تكفر بمحمد ، وترجع إلى دينك الذي كنت عليه فأبى عليها ذلك ، فثبتت على حالها لا تطعم ولا تشرب ، ولا تسكن بيتاً ، فلما خلص إليها الجوع لم تجد بداً من أن تأكل وتشرب ، فحثّ الله سعد بالبر إلى أمه ، ونهاه أن يطيعها على الشرك فقال : { وَإِن جاهداك لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي : ما ليس لك به حجة يعني : الشرك { فَلاَ تُطِعْهُمَا } في الشرك ، ثم حذّره ليثبت على الإسلام فقال : { إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ } يعني : مصيركم في الآخرة { فَأُنَبِئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } يعني : أخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا من خير أو شر ، وأثيبكم على ذلك .